امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 156
نمايش فراداده

سلوك ناشز مع الزوج؟ فيه كلام بينالمفسرين إلّا أنّه‏

روي في حديث عن الإمام الباقر عليهالسّلام التصريح بأنه كل معصية من الزوجة«1»

(طبعا يستثنى من ذلك المعاصي الطفيفة لعدمدخولها في مفهوم الفاحشة التي تشير إلىأهمية المعصية و خطرها، و الذي يتأكدبكلمة «مبينة»).

3- عاشروهن بالمعاشرة الحسنة، و هذا هوالشي‏ء الذي يوصي به سبحانه الأزواج فيهذه الآية بقوله: وَ عاشِرُوهُنَّبِالْمَعْرُوفِ، أي عاشروهن بالعشرةالإنسانية التي تليق بالزوجة و المرأة،ثمّ عقب على ذلك بقوله: فَإِنْكَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى‏ أَنْتَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللَّهُفِيهِ خَيْراً كَثِيراً.

فحتى إذا لم تكونوا على رضا كامل منالزوجات، و كرهتموهنّ لبعض الأسباب فلاتبادروا إلى الانفصال عنهن و الطلاق، بلعليكم بمداراتهنّ ما استطعتم، إذ يجوز أنتكونوا قد وقعتم في شأنهنّ في الخطأ و أنيكون اللّه قد جعل فيما كرهتموه خيراكثيرا، و لهذا ينبغي أن لا تتركوامعاشرتهنّ بالمعروف و المعاشرة الحسنة مالم يبلغ السيل الزبى، و لم تصل الأمور إلىالحدّ الذي لا يطاق، خاصّة و إن أكثر مايقع بين الأزواج من سوء الظن لا يستند إلىمبرر صحيح، و أكثر ما يصدرونه من أحكام لايقوم على أسس واقعية إلى درجة أنّهم قديرون الأمر الحسن سيئا و الأمر السي‏ءحسنا في حين ينكشف الأمر على حقيقة بعد مضيحين من الزمن، و شي‏ء من المداراة.

ثمّ إنّه لا بدّ من التذكير بأن للخيرالكثير في الآية الذي يبشر به الأزواجالذين يدارون زوجاتهن مفهوما واسعا، و منمصاديقه الواضحة الأولاد الصالحون والأبناء الكرام.

1- تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 257.