امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 206
نمايش فراداده

التفاوت الطبيعي بين النّاس لما ذا؟:

إنّ ثمّة كثيرين يطرحون على أنفسهمالسّؤال التالي: لما ذا خلق البعض بمواهب وقابليات أكثر، و آخرون بمواهب و قابلياتأقل، و البعض متحلين بالجمال، و آخرون خلومنه، أو بجمال قليل، و البعض بامتيازاتجسمية عالية و قوية متفوقة، و آخرونعاديين، هل يتلاءم هذا التفاوت مع العدلالإلهي؟؟.

في الإجابة على هذه التساؤلات لا بدّ منالالتفات إلى النقاط التالية:

1- إنّ بعض الفروق الجسمية و الروحية بينالناس ناشئة عن الاختلافات الطبقية والمظالم الاجتماعية، أو التفريط الفرديالذي لا علاقة له بنظام الخلق و جهازالإيجاد أبدا، فمثلا كثير من أبناءالأغنياء أقوى من أبناء الفقراء و أكثرجمالا و تقدما من ناحية المواهب والقابليات بسبب أن الفريق الأوّل (أولادالأغنياء) يحظى بإمكانيات أكبر من حيثالغذاء و الجوانب الصحية، في حين يعانيالفريق الثاني من حرمان و نقصان من هذهالجهة. أو أن هناك من يخسر الكثير منطاقاته الجسمية و الروحية بسبب التواني، والبطالة، و التفريط و التقصير.

إنّنا يجب أن نعتبر هذه الفروق و هذاالتفاوت تفاوتا و مصطنعا و مزيفا، و غيرمبرر، و يتحقق القضاء عليها من خلالالقضاء على النظام الطبقي، و تعميمالعدالة الاجتماعية في الحياة البشرية، والقرآن الكريم و الإسلام لا يقرّ أي شي‏ءمن هذه الفروق، و أي لون من ألوان هذاالتفاوت و التمييز أبدا.

2- إنّ القسم الآخر من الفروق و ألوانالتفاوت أمر طبيعي، و شي‏ء لازم من لوازمالجبلة البشرية، بل و ضرورة من ضروراتالحياة الإنسانية، يعني أنّ مجتمعا منالمجتمعات حتى إذا كان يحظى بالعدالةالاجتماعية الكاملة لا يمكن أن يكون جميعأفراده متساوين و على نمط واحد و صورةواحدة مثل منتجات معمل. بل لا بدّ أن يكونهناك بعض التفاوت، و لكن يجب أن نعلم أنّالمواهب‏