امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 298
نمايش فراداده

كما أنّه يستفاد من عبارة بِإِذْنِاللَّهِ أن كل ما عند الأنبياء من اللّه،أو بعبارة أخرى: إن وجوب طاعتهم ليسبالذات، بل هي- أيضا- بأمر اللّه و منناحيته.

ثمّ إنّه سبحانه يترك باب التوبة والإنابة- عقيب تلك الآية- مفتوحا علىالعصاة و المذنبين، و على الذين يراجعونالطواغيت و يتحاكمون إليهم أو يرتكبونمعصية بنحو من الأنحاء، و يقول: وَ لَوْأَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْجاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُلَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً.

و الجدير بالتأمل و الانتباه إنّ القرآنيقول بدل: عصوا أمر اللّه و تحاكموا إلىالطاغوت: إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ و هوإشارة إلى أنّ فائدة الطاعة لأمر اللّه وأمر الرّسول تعود إليكم أنفسكم، و إنمخالفة ذلك نوع من الظلم توقعونه علىأنفسكم، لأنّها تحطم حياتكم المادية، وتوجب تخلفكم و انحطاطكم من الناحيةالمعنوية.

إنّ هذه الآية تجيب ضمنا على كل الذينيعتبرون التوسل برسول اللّه أو بالإمامنوعا من الشرك، لأنّ الآية تصرح بأنالتوسل بالنّبي و الاستشفاع به إلى اللّه،و طلب الاستغفار منه لمغفرة المعاصي، مؤثرو موجب لقبول التوبة و شمول الرحمةالإلهية.

فلو كانت وساطة النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم و دعاؤه للعصاة المتوسلين به،و الاستشفاع به و طلب الاستغفار منه شركا،فكيف يمكن أن يأمر القرآن العصاة والمذنبين بمثل هذا الأمر؟

نعم، غاية ما في الباب أنّ على العصاة والمذنبين أنفسهم أن يتوبوا هم و يرجعوا عنطريق الخطأ، ثمّ يستفيدوا- لقبول توبتهم-من استغفار النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم.

و من البديهي أنّ النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم ليس من شأنه أن يغفر الذنوب، بلشأنه في المقام أن يطلب من اللّه المغفرةخاصّة، و هذه الآية إجابة مفحمة للذينينكرون مشروعية أو فائدة هذه الوساطات.