امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 310
نمايش فراداده

البيت النّبوي عليهم السّلام، و هذاالتّفسير كما قلنا في ما سبق من باب بيانالمصداق الأكمل و الأوضح لهذه الآيات، فلاتفيد الحصر و القصر.

3- الشّهداء: الذين قتلوا في سبيل اللّه وفي سبيل العقيدة الإلهية الطاهرة، أوالذين يشهدون على الناس و أعمالهم فيالآخرة وَ الشُّهَداءِ «1».

4- الصّالحون: و هم الذين بلغوا بأعمالهمالصالحة و المفيدة و باتّباع الأنبياء وأوامرهم إلى مراتب عالية و مقامات رفيعةوَ الصَّالِحِينَ.

و لهذا فسّر «الصّالحون» في رواياتنا وأحاديثنا، بالصفوة المختارة من أصحابالأئمّة عليهم السّلام و هذا هو أيضا منباب بيان أظهر المصاديق و أوضحها كماأسلفنا في تفسير الصديقين.

و النقطة الجديرة بالتذكير هنا هي أن ذكرهذه المراحل الأربع يمكن أن يكون إشارةإلى أنّه لا بدّ لبناء المجتمع الإنسانيالصالح و السليم من: أن يبدأ الأنبياء- و همالقادة و الهداة بحق الهداية، ثمّ يتبعهمالمبلغون الصادقون بالقول و العمل، و همالصادقون الذين يصدق عملهم قولهم و فعلهمدعواهم فينشروا الحقائق في كل مكان، ثمّبعد مرحلة البناء الفكري و الاعتقادي هذه،يقوم جماعة في وجه العناصر الفاسدة و منيريدون الوقوف في طريق الحقّ، فيضحونبأنفسهم و يقدمون أجسادهم و حياتهم قرابينللحقّ و العدل، فيكون حاصل هذه الجهود والمساعي ظهور الصّالحين و استقرارالمجتمع الطاهر السليم.

و من الواضح البيّن أنّ على الصالحين أيضاأن يقوموا بهذه الواجبات الثلاث أي عليهمأن يقودوا، و يبلغوا، و يضحوا لكي يبقواعلى جذوة الحق متقدة، و على مشعل العدلمضيئا للأجيال اللاحقة.

1- الشهيد في أصل اللغة هو من يشهد، غاية ماهناك أن الإنسان قد يشهد على حق بكلامه، وقد يشهد بعمله و قتله في سبيل أهدافهالطاهرة.