أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَلَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَفَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُإِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَالنَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْأَشَدَّ خَشْيَةً وَ قالُوا رَبَّنا لِمَكَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لاأَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْمَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَ الْآخِرَةُخَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَ لا تُظْلَمُونَفَتِيلاً (77)
روى جمع من المفسّرين كالشّيخ الطوسي فيالتبيان، و القرطبي و صاحب المنار عن ابنعباس أنّ نفرا من المسلمين كانوا أثناءوجودهم في مكّة قبل الهجرة يعانون من ضغطالمشركين و أذائهم، فجاءوا إلى النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم و طلبوا منه أنيسمح لهم بقتال الأعداء فأجابهم النّبي فيحينه أنّه لم يؤمر بالجهاد.
و مضت أيّام على طلب هؤلاء، حتى هاجرالمسلمون إلى المدينة و تهيأت هناك ظروف وشروط الجهاد المسلح، و أمر اللّه المسلمينبالجهاد، فأخذ بعض من أولئك النفر الذينكانوا يصرّون على النّبي للسماح لهمبالجهاد و قتال الأعداء في مكّة يظهرونالكسل و التهاون في تنفيذ الأمر الإلهي، ولم يبدوا أي حماس أو رغبة في الجهاد، كماكانوا يظهرون ذلك في مكّة، فنزلت هذهالآية و هي تحثّ