امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 344
نمايش فراداده

يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ....

«يستنبطونه» من مادة «نبط» التي تعنيأوّل ما يستخرج من ماء البئر أو الينبوع، والاستنباط استخراج الحقيقة من الأدلة والشواهد و الوثائق، سواء كانت العملية فيالفقه أو الفلسفة أو السياسة أو سائرالعلوم.

أُولِي الْأَمْرِ في الآية هم المحيطونبالأمور القادرون على أن يوضحوا للناس ماكان حقيقيا منها و ما كان إشاعة فارغة. و همالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وخلفاؤه من أئمّة أهل البيت عليهم السّلامبالدّرجة الأولى.

و يأتي من بعدهم العلماء المتخصصون في هذهالمسائل.

روي عن الإمام محمّد بن علي الباقر عليهالسّلام في تفسير أُولِي الْأَمْرِ في هذهالآية قال: «هم الأئمّة»

كما في تفسير نور الثقلين، و هناك رواياتأخرى أيضا في هذا المجال بنفس المضمون.

و لعل هناك من يعترض على هذه الرّواياتقائلا: إنّ الأئمّة من أهل البيت عليهمالسّلام لم يكونوا موجودين في زمن نزولهذه الآية، و لم يتعين أحد منهم في ذلكالوقت بمنصب الإمامة أو الولاية، فكيفيمكن القول بأنّهم هم المعنيون بهذهالآية؟

و الجواب على هذا الاعتراض: هو أنّ هذهالآية مثل سائر الآيات القرآنية الاخرى لاتقتصر على زمن الرّسول صلّى الله عليهوآله وسلّم فقط، بل تحمل حكما عاما يشمل كلالأزمنة و القرون التالية لمواجهةالإشاعات التي يبثّها الأعداء أو البسطاءمن المسلمين بين الأمّة.

أضرار اختلاق الإشاعة و نشرها:

لقد ابتليت المجتمعات البشرية و عانتالكثير من المصائب و النكبات الرهبية،بسبب بروز ظاهرة اختلاق الإشاعة و نشرهابين الأفراد حيث كانت تؤثر تأثيرا سلبياكبيرا على معنويات أفراد المجتمع، و تضعففيهم الروح الاجتماعية و روح التفاهم والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد.