من الأمور، إذ تقول الآية: ... فَمَنَّاللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّاللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً.
الجهاد الإسلامي نفي من البعد المادي:
توضح الآية السالفة هذه الحقيقة بصورةجلية، و هي أنّ أي مسلم يجب أن لا يتقدم إلىساحة الجهاد بأهداف مادية، و لذلك عليه أنيقبل- منذ الوهلة الأولى- من العدو إظهارهللإيمان و يلبي نداءه للصلح و السلام، حتىلو حرم المسلم بقبوله إيمان العدو الكثيرمن الغنائم المادية، و السبب في ذلك أن هدفالجهاد في الإسلام ليس التوسع و لاالاستيلاء على الغنائم المادية، بل الهدفمن الجهاد الإسلامي هو تحرير البشر منقيود العبودية لغير اللّه، سواء كان هذاالغير هم الطغاة الجبابرة، أو كانتالعبودية للمال و للثروة و الجاه، و يجبعلى كل مسلم أن يسعى إلى هذه الحقيقة كلمابرقت له بارقة أمل صوبها.
و تذكّر الآية الكريمة المسلمين بعهدهمفي الجاهلية، حيث كانوا يحملون الأفكارالمادية الدنيئة قبل إسلامهم، فكانوايتسببون في إراقة سيول من الدماء لأسبابمادية محضة، و قد نجوا اليوم بفضل إسلامهمو إيمانهم من تلك الحروب و تغير أسلوبحياتهم.
كما تشير الآية إلى حقيقة أخرى، و هي أنّالمسلمين ساعة إظهارهم الإسلام لم يكن أحدليعرف حقيقة هذا الإظهار أو حقيقة ماينويه المظهر للإسلام، و تؤكد لهم ضرورةأن يطبقوا ما كانوا هم عليه عند إسلامهمعلى من يظهر الإسلام أمامهم من الأعداء.
قد يطرأ على الذهن سؤال، و هو لو أنّالإسلام قبل دعوى كل من يتظاهر بالإسلاممنذ الوهلة الأولى دون التحقيق من حقيقةهذه الدعوى، لأصبح ذلك