امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 520
نمايش فراداده

و لغتهم و تقاليدهم، كما لم يميزوا بينحواري المسيح عليه السّلام و بين المسيحنفسه.

3- تذكر الأناجيل أن الهجوم على مقر عيسىالمسيح عليه السّلام قد تمّ ليلا، و بديهيأنّ ظلام الليل يعتبر خير ستار للشخصالمطلوب ليتخفى به و يهرب، و ليقع شخص آخرفي أيدي المهاجمين.

4- يستنتج من نصوص جميع الأناجيل أنّالمقبوض عليه قد اختار الصمت أمام«بيلاطيس» الحاكم الرومي لبيت المقدس-آنذاك- و لم يتفوه إلّا بالقليل دفاعا عننفسه و يستبعد كثيرا أن يقع عيسى المسيحعليه السّلام في خطر كهذا و لا يدافع عننفسه بما يستحقه الدفاع عن النفس، و هوالمعروف بالفصاحة و البلاغة و الشجاعة والشهامة.

أ لا يحتمل في هذا المجال أن يكون شخص آخر-كـ «يهوذا الأسخربوطي» الذي خان و وشىبعيسى المسيح عليه السّلام و كان يشبههكثيرا- قد وقع هو بدل المسيح في الأسر وأنّه لهول الموقف قد استولى عليه الخوف والرعب، فعجز عن الدفاع عن نفسه أو التحدثأمام الجلادين بشي‏ء.

نقرأ في الأناجيل أنّ «يهوذا الأسخربوطي»لم يظهر بعد حادثة الصّلب أبدا، و أنّه-كما تقول هذه الأناجيل- قد قتل نفسه وانتحر «1».

5- لقد بيّنا أنّ حواري المسيح عليهالسّلام- و كما ذكرت الأناجيل- قد هربواحين أحسوا بالخطر يحدق بهم، كما هرب واختفى الأنصار الآخرون، و أخذوا يراقبونالأوضاع عن بعد، بحيث أصبح الشخص المقبوضعليه وحيدا بين الجنود الرومان، و لم يكنأي من أصحابه قريبا منه، و لذلك لا يستبعدو لا يبدو غريبا أن يقع خطأ أو سهو في تشخيصهوية الشخص المقبوض عليه.

6- و نقرأ في الأناجيل- أيضا- أنّ الشخصالمصلوب قد اشتكى من ربه‏

1- إنجيل متى، الإصحاح 37، الجملة 6.