امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 522
نمايش فراداده

الآية [سورة النساء (4): آية 159]

وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّلَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْشَهِيداً (159)

التّفسير

هنالك احتمالان في تفسير هذه الآية، و كلواحد منهما جدير بالملاحظة من جوانبمتعددة

1- إنّ الآية تؤكّد أنّ أي إنسان يمكن أن لايعتبر من أهل الكتاب ما لم يؤمن قبل موتهبالمسيح عليه السّلام حيث تقول: وَ إِنْمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّالَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ... وأن هذا الأمر يتمّ حين يشرف الإنسان علىالموت و تضعف صلته بهذه الدنيا، و تقوى هذهالصلة بعالم ما بعد الموت، و ترفع عن عينيهالحجب فيرى بعد ذلك الكثير من الحقائق ويدركها، و في هذه اللحظة يرى المسيح بعينبصيرته و يؤمن به، فالذين أنكروا نبوتهيؤمنون به، و الذين وصفوه بالألوهيةيدركون في تلك اللحظة خطأهم و انحرافهم.

و بديهي أنّ مثل هذا الإيمان لا ينفعصاحبه، كما أنّ فرعون و الأقوام الأخرى وأقوام استولى عليهم العذاب، فقالوا: آمنافلم ينفعهم إيمانهم أبدا، فالأجدربالإنسان أن يؤمن قبل أن تدركه لحظةالعذاب عند الموت، حين لا ينفع الإيمانصاحبه.