وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّلَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْشَهِيداً (159)
1- إنّ الآية تؤكّد أنّ أي إنسان يمكن أن لايعتبر من أهل الكتاب ما لم يؤمن قبل موتهبالمسيح عليه السّلام حيث تقول: وَ إِنْمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّالَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ... وأن هذا الأمر يتمّ حين يشرف الإنسان علىالموت و تضعف صلته بهذه الدنيا، و تقوى هذهالصلة بعالم ما بعد الموت، و ترفع عن عينيهالحجب فيرى بعد ذلك الكثير من الحقائق ويدركها، و في هذه اللحظة يرى المسيح بعينبصيرته و يؤمن به، فالذين أنكروا نبوتهيؤمنون به، و الذين وصفوه بالألوهيةيدركون في تلك اللحظة خطأهم و انحرافهم.
و بديهي أنّ مثل هذا الإيمان لا ينفعصاحبه، كما أنّ فرعون و الأقوام الأخرى وأقوام استولى عليهم العذاب، فقالوا: آمنافلم ينفعهم إيمانهم أبدا، فالأجدربالإنسان أن يؤمن قبل أن تدركه لحظةالعذاب عند الموت، حين لا ينفع الإيمانصاحبه.