امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 537
نمايش فراداده

أقدامهم في طريق الضلال و الانحراف، وابتعدوا بذلك كثيرا عن طريق الحق و الصواب.

أمّا الآية الأخرى فتشير إلى الذين كفرواو ظلموا، إذ ظلموا الحق أوّلا لعدمالتزامهم بالصواب، كما ظلموا أنفسهم بذلك-أيضا- إذ حرموها من السعادة و سقطوا في هوةالضلالة، و ظلموا الآخرين حين منعوهم منالتوجه إلى طريق الحق و الصواب، فهؤلاء لنيشملهم أبدا عفو اللّه، و إن اللّه لايهديهم أبدا إلّا إلى طريق جهنم، تقولالآية: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَلَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاًإِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ ....

فهؤلاء باقون و خالدون في جهنم دائما وأبدا، كما تقول الآية: خالِدِينَ فِيهاأَبَداً ....

و على هؤلاء أن يعلموا أنّ وعد اللّه حق، وأن تهديده يتحقق لا محالة، فليس ذلك علىاللّه بالأمر الصعب تقول الآية: وَ كانَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً.

و نشاهد في الآيتين المذكورتين تأكيدا منطراز خاص حول هذا النوع من الكفار والعقوبات التي ينالونها- فمن جهة يوصفانحرافهم بالضلال البعيد، و من جهة ثانيةتؤكد الآية باستخدام عبارة لَمْ يَكُنِاللَّهُ ... أنّ العفو عن هؤلاء الكفار لايليق بمنزلة اللّه سبحانه و تعالى، و منجانب آخر فقد جاء التأكيد على خلود هؤلاءفي النار و التشديد على أنّه خلود أبدي،لأنّ هؤلاء و أمثالهم بالإضافة إلى خروجهمعن جادة الحق و انحرافهم، سعوا إلى إبعاد وحرف الآخرين عن هذا السبيل، و بذلك تحملوامسئولية و إثما عظيما.