و المقصود بالبرهان الوارد في الآيةموضوع البحث- و كما يقول جمع من المفسّرينو تؤكّد ذلك القرائن- هو شخص نبيّ الإسلامصلّى الله عليه وآله وسلّم، و أنّ المقصودبالنور هو القرآن المجيد الذي عبّرت عنهآيات أخرى بالنور أيضا.
و قد فسّرت الأحاديث المتعددة المنقولةعن أهل البيت عليهم السّلام- و التيأوردتها تفاسير «نور الثقلين» و «على بنإبراهيم» و «مجمع البيان»- أن «البرهان»هو النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و«النّور» هو علي بن أبي طالب عليه السّلام.
و لا يتنافى هذا التّفسير مع ذلك الذيأوردناه قبله، حيث يمكن أن يقصد بعبارة«النور» معان عديدة لتشمل «القرآن» و«أمير المؤمنين علي عليه السّلام» الذييعتبر حافظا و مفسّرا للقرآن و مدافعا عنه.
و توضح الآية الثانية عاقبة اتّباع هذاالبرهان و هذا النور، فتؤكّد على أنّالذين آمنوا باللّه و تمسكوا بهذا الكتابالسماوي، سيدخلهم اللّه عاجلا في رحمتهالواسعة، و يجزل لهم الثواب من فضله ورحمته، و يهديهم إلى الطريق المستقيم.تقول الآية: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوابِاللَّهِ وَ اعْتَصَمُوا بِهِفَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَ يَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاًمُسْتَقِيماً «1».
1- راجع تفسير سورة الحمد في تفسيرنا هذاالجزء الأوّل للاطلاع على تفسير عبارة«الصراط المستقيم».