امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 668
نمايش فراداده

يتحمل آثام الآخرين، قائلا له: إِنِّيأُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ «1» بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ (أي لأنّك إن نفذت تهديدكفستتحمل ذنوبي السابقة أيضا، لأنّك سلبتمني حق الحياة و عليك التعويض عن ذلك، ولما كنت لا تمتلك عملا صالحا لتعوض به، فماعليك إلّا أن تتحمل إثمي أيضا، و بديهي أنكلو قبلت هذه المسؤولية الخطيرة فستكونحتما من أهل النار، لأنّ النار هي جزاءالظالمين) كما

تقول الآية:

فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ.

نقاط مهمّة يجب الانتباه لها:

1- إن القرآن الكريم لم يذكر في هذه الآية-و لا في آيات أخرى- أي اسم لأبناء آدم عليهالسّلام: لكن الروايات الإسلامية تدل علىأن ولدي آدم المذكورين في هذه الآية كاناسم أحدهما «هابيل» و الآخر «قابيل» و قدورد في سفر التكوين من التوراة في البابالرابع أنّ ولدي آدم المذكورين اسمهما«قائن» و «هابيل».

و قد ذكر المفسّر المعروف «أبو الفتوحالرازي» أن هذين الاسمين قد وردا بألفاظمختلفة، فالاسم الأوّل جاء فيه «هابيل» و«هابل» و «هابن»، «أما الاسم الثّاني فجاءفيه «قابيل» و «قايين» و «قابل» و «قابن»أو «قبن»، و على أي صورة كان الاسم فإنّالاختلاف بين الروايات الإسلامية و نصالتوراة بخصوص اسم «قابيل» نابع عنالاختلاف اللغوي، و لا يشكل أمرا مهما فيهذا المجال.

و الغريب في الأمر أنّ أحد الكتابالمسيحيين قد أورد الاختلاف المذكوردليلا اعترض به على القرآن، فقال: إنّالقرآن أورد لفظة «قابيل» بدل «قائن»! والجواب هو أنّ مثل هذا الاختلاف اللغويأمر شائع و بالأخص في مجال الأسماء- فمثلاكلمة «إبراهيم» الواردة في القرآن قد وردتفي التوراة على شكل «أبراهام»، كما أنّالقرآن الكريم لم يأت مطلقا باسم «هابيل»و «قابيل»

1- إن كلمة «تبوء» مشتقة من المصدر «بواء»أي «العودة».