امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 10
نمايش فراداده

بالكفر أيضا، إذ يؤدي هذا الكفر إلىسقوطهم و انحطاطهم.

هذا مضافا إلى أن اللّه سوف لن ينسىمواقفهم المشينة و لن تفوته مخالفاتهم، وسيصيبهم جزاء ما يعملونه يوم القيامة:يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْحَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذابٌعَظِيمٌ.

و في الحقيقة فإن الآية تقول: إذا كانهؤلاء يتسابقون في الكفر فليس ذلك لأنّاللّه لا يقدر على كبح جماحهم، بل لأنّاللّه أراد أن يكونوا أحرارا في اتّخاذالمواقف و سلوك الطريق الذي يريدون، و لاشك أنّ نتيجة ذلك هو الحرمان الكامل منالمواهب الرّبانيّة في العالم الآخر.

و على هذا فالآية لا تنفي الجبر فحسب، بلهي من الأدلة و البراهين السّاطعة علىحرية الإرادة الإنسانية.

ثمّ يقرّر القرآن هذه الحقائق في الآيةالثانية بشكل أكثر تفصيلا إذ يقول: إِنَّالَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَبِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَشَيْئاً يعنى ليس الّذين يتسابقون في طريقالكفر و يسارعون إليه هم وحدهم على هذاالحال، بل كل الّذين يسلكون طريق الكفربشكل من الأشكال و يشترون الكفر بالإيمان،كل هؤلاء لن يضرّوا اللّه شيئا، و إنّمايضرّون أنفسهم.

و يختم سبحانه الآية بقوله: وَ لَهُمْعَذابٌ أَلِيمٌ هذا التفاوت في التعبير فيخاتمة هذه الآية و الآية التي قبلها حيثقال هناك: وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ و قالهنا وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ إنّما هولأجل إن الذين جاء ذكرهم في الآية السابقةأسرع في المبادرة و التوجه نحو الكفر.