إنّهم لم يكونوا غافلين واقعا، لأنّ موسىعليه السلام ذكّرهم مرارا و بالوسائلالمختلفة المتعددة و نبههم، بل أنّهمتصرّفوا عمليا كما يفعل الغافلون، فلميعتنوا بآيات اللّه أبدا.
و لا شك أن المقصود من الانتقام الإلهيليس هو أنّ اللّه كان يقوم بردّ الفعل فيمقابل أعمالهم، كما يفعل الأشخاصالحاقدون الذين ينطلقون في ردود أفعالهممن مواقع الحقد و الانتقام، بل المقصود منالانتقام الإلهي هو أن الجماعة الفاسدة وغير القابلة للإصلاح لا يحق لها الحياة فينظام الخلق، و لا بدّ أن تمحى من صفحةالوجود.
و الانتقام في اللغة العربية- كما أسلفنا-يعني العقوبة و المجازاة، لا ما هو شائع فيعرف الناس اليوم.
هل هي عربية أو سريانية أو هيرغلوفية، فقدوقع في ذلك كلام بين العلماء، يقول صاحبتفسير المنار و هو أحد علماء مصرالمعروفين و الذي جمع وجوه اشتراك اللغاتالهيروغلوفية و العربية و ألف كتاب المعجمالكبير في هذا المجال نقل: أنه وجد بعدالتحقيق أن لفظة اليم كانت في اللغةالمصرية تعني البحر، و على هذا الأساس حيثأن هذه القصة تتعلق بمصر لهذا استفادالقرآن من لغات المصريين في بيان هذهالحادثة.