امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 187
نمايش فراداده

و في الحقيقة فإنّه مع انتهاء قصة فرعونبدأت مشكلة موسى الداخلية الكبرى، يعنيمشكلته مع جهلة بني إسرائيل، و الأشخاصالمتعنتين و المعاندين.

و كانت هذه المشكلة أشدّ على موسى عليهالسلام و أثقل بمراتب كثيرة- كما سيتّضح منقضية مواجهته لفرعون و الملأ و هذه هيخاصية المشاكل و المجابهات الداخلية.

في الآية الأولى: وَ جاوَزْنا بِبَنِيإِسْرائِيلَ الْبَحْرَ أي النيل العظيم.

و لكن في مسيرهم مرّوا على قوم يخضعونللأصنام فَأَتَوْا عَلى‏ قَوْمٍيَعْكُفُونَ عَلى‏ أَصْنامٍ لَهُمْ.

و «عاكف» مشتقّة من مادة «العكوف» بمعنىالتوجه إلى شي‏ء و ملازمته المقارنةلاحترامه و تبجيله.

فتأثّر الجهلة الغافلون بهذا المشهدبشدّة إلى درجة قالوا لموسى من دون إبطاء:يا موسى اتّخذ لنا معبودا على غرارمعبودات هؤلاء قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْلَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ.

فانزعج موسى عليه السلام من هذا الافتراحالأحمق بشدّة، و قال لهم: قالَ إِنَّكُمْقَوْمٌ تَجْهَلُونَ.

بحوث‏

و هنا لا بدّ من الانتباه إلى نقاط:

1- الجهل منشأ الوثنية

يستفاد من هذه الآية بوضوح أنّ منشأالوثنية هو جهل البشر باللّه تعالى منجانب، و عدم معرفته بذاته المقدسة و أنّهلا يتصور له شبيه أو نظير أو مثيل.

و من جانب آخر جهل الإنسان بالعلل الأصليةلحوادث العالم الذي يتسبب‏