لموسى على الناس: أحدهما تلقي رسالاتاللّه و تحمّلها، و الآخر التكلّم معاللّه، و كلا هذين الأمرين من شأنهماتقوية مقام قيادته بين أمته.
ثمّ أضاف تعالى واصفا محتويات الألواحالتي أنزلها على موسى عليه السلام بقوله:
وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْكُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلًالِكُلِّ شَيْءٍ.
ثمّ أمره بأن يأخذ هذه التعاليم و الأوامرمأخذ الجد، و يحرص عليها بقوة فَخُذْهابِقُوَّةٍ.
و أن يأمر قومه أيضا بأن يختاروا من هذهالتعاليم أحسنها وَ أْمُرْ قَوْمَكَيَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها.
كما يحذرهم بأن مخالفة هذه الأوامر والتعاليم و الفرار من المسؤوليات والوظائف تستتبع نتائج مؤلمة، و أن عاقبتهاهي جهنم و سوف يرى الفاسقون مكانهمسَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ.
ثمّ إن هاهنا نقاط عديدة ينبغي التوقفعندها و الالتفات إليها:
إنّ ظاهر الآية الحاضرة يفيد أن اللّهتعالى أنزل ألواحا على موسى عليه السلامقد كتب فيها شرائع التوراة و قوانينها، لاأنّه كانت في يدي موسى عليه السلام ألواحثمّ انتقشت فيها هذه التعاليم بأمر اللّه.
و لكن ماذا كانت تلك الألواح، و من أيمادة؟ إنّ القرآن لم يتعرض لذكر هذاالأمر، و إنما أشار إليها بصورة الإجمال وبلفظة «الألواح» فقط، و هذه الكلمة جمع«لوح»، و هي مشتّقة من مادة «لاح يلوح»بمعنى الظهور و السطوع، و حيث