امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 216
نمايش فراداده

الناس المادية و المعنوية.

و تتّضح من هذا أيضا علة تفضيل مقام عليعليه السلام على مقام موسى عليه السلام فيبعض الرّوايات «1»، و هي أن عليا عليهالسلام كان عارفا بجميع القرآن، الذي فيهتبيان كل شي‏ء نَزَّلْنا عَلَيْكَالْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ فيحين أنّ التوراة لم يرد فيها إلّا بعضالمسائل.

4- هل في الألواح تعاليم حسنة و أخرى غيرحسنة؟

إنّ ما نقرؤه في الآية وَ أْمُرْ قَوْمَكَيَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها لا يعني أنّهكانت في ألواح موسى تعاليم «حسنة» و أخرى«سيئة» و أنّهم كانوا مكلّفين بأن يأخذوابالحسنة و يتركوا السيئة، أو كان فيهاالحسن و الأحسن، و كانوا مكلّفين بالأخذبالأحسن فقط، بل ربّما تأتي كلمة «أفعلالتفضيل» بمعنى الصفة المشبهة، و الآيةالمبحوثة من هذا القبيل ظاهرا، يعني أن«الأحسن» هنا بمعنى «الحسن» و هذا إشارةإلى أن جميع تلك التعاليم كانت حسنة وجيدة.

ثمّ إنّ هناك احتمالا آخر في الآيةالحاضرة- أيضا- و هو أن الأحسن بمعنى أفعلالتفضيل، و هو إشارة إلى أنّه كان بين تلكالتعاليم أمور مباحة (مثل القصاص) و أمورأخرى و صفت بأنّها أحسن منها (مثل العفو)يعني: قل لقومك و من اتبعك ليختاروا ما هوأحسن ما استطاعوا، و للمثال يرجحوا العفوعلى القصاص (إلّا في موارد خاصّة) «2».

5- في مجال قوله: سَأُرِيكُمْ دارَالْفاسِقِينَ الظاهر أن المقصود منها هوجهنم، و هي مستقرّ كل أولئك الذين يخرجونمن طاعة اللّه، و لا يقومون‏

(1) للوقوف على هذه الرّوايات يراجع تفسيرنور الثقلين، المجلد الثّاني،

(2) و يحتمل أيضا أن الضمير في «أحسنها»يرجع إلى «القوة» أو «الأخذ بقوة» و هوإشارة إلى أن عليهم أن يأخذوا بها بأفضلأنواع الجدية و القوة و الحرص.