امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 273
نمايش فراداده

أنّ الإمام عليّا عليه السّلام قال: «إنّالقوم سيفتنون بأموالهم، و يمنون بدينهمعلى ربّهم، و يتمنون رحمته، و يأمنونسطوته، و يستحلّون حرامه بالشبهاتالكاذبة و الأهواء الساهية، فيستحلّونالخمر بالنّبيذ «1» و السحت بالهدية، والربا بالبيع» (الخطبة 156).

و يجب الانتباه إلى الدافع وراء أمثال هذهالحيل، إمّا إلباس الباطن القبيح بلباسقشيب و إظهاره بمظهر حسن أمام الناس، وإمّا خداع الضمير، و اكتساب طمأنينة نفسيةكاذبة.

6- أنواع الابتلاء الإلهي المختلفة

صحيح أنّ صيد السمك من البحر لسكانالسواحل لم يكن مخالفة، و لكن قد ينهياللّه جماعة من الناس و بصورة مؤقّتة، وبهدف الاختبار و الامتحان عن مثل هذاالعمل، ليرى مدى تفانيهم، و يختبر مدىإخلاصهم، و هذا هو أحد أشكال الامتحانالإلهي.

هذا مضافا إلى أنّ يوم السبت كان عنداليهود يوما مقدسا، و كانوا قد كلّفوا-احتراما لهذا اليوم بالتفرغ للعبادة وممارسة البرامج الدينية- و الكف- عن الكسبو الإشتغال بالأعمال اليومية، و لكن سكانميناء «أيلة» تجاهلوا كلّ هذه الاعتباراتو المسائل، فعوقبوا معاقبة شديدة جعلتمنهم و من حياتهم المأساوية و مصيرهمالمشؤوم درس و عبرة للأجيال اللاحقة.

(1) كان النبيذ عبارة عن وضع مقدار من التمرأو الشعير أو الزبيب في الماء، عدّةأيّام، ثمّ شربه و هذا و إن لم يكن حراماشرعا، و لكنّه على أثر سخونة الهواء تتبدلالمواد السكرية فيه إلى مواد كحوليةخفيفة.