حسبما قال بعض المفسّرين: نزلت حول أصحابالسبت، فالكبار منهم الذين أطاعوا أمرالشهوة و البطن مسخوا خنازير، و الشبابالمقلد لهم تقليدا أعمى و كانوا يشكلونالأكثرية مسخوا قردة.و لكن على كل حال يجب الالتفات إلى أنّالممسوخين- حسب الرّوايات- بقوا على هذهالحالة عدة أيّام ثمّ هلكوا، و لم يتولدمنهم نسل أبدا.
5- المخالفة تحت غطاء الحيلة الشّرعية
إنّ الآيات الحاضرة و إن كانت لا تتضمّنالإشارة إلى تحايل أصحاب السبت في صعيدالمعصية، و لكن- كما أسلفنا- أشار كثير منالمفسّرين في شرح هذه الآيات إلى قصّة حفرالأحواض، أو نصب الصنارات في البحر في يومالسبت، و يشاهد هذا الموضوع نفسه فيالرّوايات الإسلامية، و بناء على هذا تكونالعقوبة الإلهية التي جرت على هذا الفريق-بشدة- تكشف عن أن الوجه الحقيقي للذنب لايتغير أبدا بانقلاب ظاهره، و باستخدام مايسمى بالحيلة الشرعية، فالحرام حرام سواءأتي به صريحا، أو تحت لفافات كاذبة، ومعاذير واهية.إنّ الذين تصوروا أنّه يمكن بالتغييرالصوري تبديل عمل حرام إلى حلال يخدعونأنفسهم في الحقيقة، و من سوء الحظ أن هذاالعمل رائج بين بعض الغفلة الذين ينسبونأنفسهم إلى الدين و هذا هو الذي يشوّه وجهالدين في نظر الغرباء عن الدين، و يكرّههإليهم بشدّة.إن العيب الأكبر الذي يتسم به هذا العمل-مضافا إلى تشويه صورة الدين- هو أن هذاالعمل التحايلي يصغر الذنب في الأنظار ويقلّل من أهميته و خطورته و قبحه، و يجرّئالإنسان في مجال الذنب إلى درجة أنّهيتهيأ شيئا فشيئا لارتكاب الذنوب والمعاصي بصورة صريحة و علينة. فنحننقرأ في نهج البلاغة