الآية [سورة التوبة (9): آية 16]
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَجاهَدُوا مِنْكُمْ وَ لَمْ يَتَّخِذُوامِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاالْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَ اللَّهُخَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (16)
التّفسير
في هذه الآية ترغيب للمسلمين في الجهاد عنطريق آخر، حيث تحمّل الآية المسلمينمسئولية ذات عبء كبير، و هي أنّه لاينبغي أن تتصوروا أن كلّ شيء سيكون تامّابادعائكم الإيمان فحسب، بل يتجلى صدقالنيّة و صدق القول و الإيمان الواقعي فيقتالكم الأعداء قتالا خالصا من أي نوع منأنواع النفاق.
فتقول الآية أوّلا: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْتُتْرَكُوا وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُالَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ لَمْيَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لارَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَوَلِيجَةً «1».
و «الوليجة» مشتقة من «الولوج» و معناهالدخول، و تطلق الوليجة على من
(1) «أم» حرف عطف و يعطف بها جملة استفهاميةعلى جملة استفهامية أخرى، و لهذا فهي تعطيمعنى الاستفهام، غاية ما في الأمر أنّهاتأتي بعد جملة استفهامية دائما، و فيالآية محل البحث عطفت على الجملة «ألاتقاتلون» التي بدئت بها الآية (13).