ثمّ إنّ الآية اللاحقة تقول: و في المآلغلبت عبادة الدنيا عليهم، و تناسوا الأمرالإلهي، و في هذا الوقت نجينا الذين كانواينهون عن المنكر، و عاقبنا الظالمين بعقابأليم منهم بسبب فسقهم و عصيانهم فَلَمَّانَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَاالَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍبَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ «1».و لا شك أنّ هذا النسيان ليس نسياناحقيقيا غير موجب للعذر، بل هو نوع من عدمالاكتراث و الاعتناء بأمر اللّه، و كأنّهقد نسي بالمرّة.ثمّ يشرح العقوبات هكذا: فَلَمَّاعَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنالَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ «2».و واضح أن أمر «كونوا» هنا أمر تكويني مثل:إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاًأَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ «3».
بحوث
و هنا نقاط عديدة يجب الالتفات إليها:1- كيف ارتكبوا هذه المعصية؟
و أمّا كيف بدأت هذه الجماعة عمليةالتجاوز على هذا القانون الإلهي؟ فقد وقعفيه كلام بين المفسّرين.(1) بئيس مشتقة من مادة «بأس» يعني الشديد.(2) «عتوا» من مادة عتّو على وزن «غلوّ»بمعنى الامتناع عن طاعة أمر، و ما ذكره بعضالمفسّرين من تفسيره بمعنى الامتناع فقطيخالف ما قاله أرباب اللغة.(3) سورة يس، 28.