فأغاظوهم، سيقّر اللّه عيونهم بهلاكالمشركين وَ يُذْهِبْ غَيْظَقُلُوبِهِمْ.و تختتم الآية بالقول: وَ يَتُوبُ اللَّهُعَلى مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلِيمٌحَكِيمٌ.كما تشير العبارة الأخيرة ضمنا إلىامكانية أن يلج بعضهم باب التوبة، فينبغيعلى المسلمين أن يعرفوا أن اللّه يقبلتوبتهم، فلا يعاملوهم بشدة و قسوة فلايجوز ذلك. كما أن الجمل بنفسها تحمل البشرىبأنّ مثل هؤلاء سيميلون نحو الإسلام ويشملهم توفيق اللّه، لما لديهم من التهيؤالروحي و القابليّة.و قد ذهب بعض المفسّرين أنّ الآياتالأخيرة- بصورة عامّة من قبيل الإخبارالقراني بالمغيبات، و هي من دلائل صدقدعوة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّملأنّ ما أخبر عنه القرآن قد تحقق فعلا.
ملاحظات
1- هناك كلام بين المفسّرين في الجماعةالذين عنتهم الآية قاتِلُوهُمْيُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ منهم؟! قال بعضهم: إنّ الآية تشير إلىاليهود، و إلى بعض الأقوام الذين نازلواالمسلمين و قاتلوهم بعد حين كالفرس والرّوم.و قال بعضهم: هي إشارة إلى كفّار قريش.و قال بعضهم: بل هي إشارة إلى المرتدين بعدإسلامهم.إلّا أنّ ظاهر الآيات يدلّ- بوضوح- على أنموضوعها هو جماعة المشركين و عبدة الأصنامالذين عاهدوا المسلمين على عدم القتال والمخاصمة، إلّا أنّهم نقضوا عهدهم.و كان هؤلاء المشركون في أطراف مكّة أوسائر نقاط الحجاز.كما أنّه لا يمكن القبول بأنّ الآية ناظرةإلى قريش، لأنّ قريشا