فيضيف القرآن الكريم: فَالَّذِينَآمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ، وَنَصَرُوهُ، وَ اتَّبَعُوا النُّورَالَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ.
و «عزروه» المشتقّة من مادة «تعزير» تعنيالحماية و النصرة المقترنة بالاحترام والتبجيل، و يقول البعض إن هذه اللفظة تعني-في الأصل- المنع، فإذا كان المنع منالعدوّ، كان مفهومه النصرة، و إذا كانالمنع من الذنب كان مفهومه العقوبة والتنبيه، و لهذا يقال للعقوبات الخفيفة«تعزير».
و الجدير بالانتباه استعمال كلمةأُنْزِلَ مَعَهُ بدل «أنزل إليه» في حينأننا نعلم أنّه لم يكن لشخص النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم نزول من السماء، ولكن حيث أن النبوة و الرسالة نزلا معالقرآن من جانب اللّه، لهذا عبر بـ «أنزلمعه».
بحوث
و هنا لا بد من الوقوف عند نقاط هامة هي:
1- خمسة أدلة على النّبوة في آية واحدة
لم ترد في آية من آيات القرآن أدلة عديدةعلى حقانية دعوة الرّسول الأكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم كما جاء في هذه الآية ...فلو أننا أمعنا النظر بدقة في الصفاتالسبع التي ذكرها اللّه تعالى في هذهالآية لنبيه محمّد صلّى الله عليه وآلهوسلّم لوجدنا أنّها تحتوي على سبعة أدلةواضحة لإثبات نبوته:
الأوّل: أنّه «أمّي» لم يدرس، و لكنّه معذلك أتى بكتاب لم يغيّر مصير أهل الحجازفقط، بل كان نقطة تحول هام في التأريخالبشري، حتى أنّ الذين لم يقبلوا بنبوتهلم يشكوا في عظمة كتابه و تعاليمه.
فهل يتفق و الحسابات الطبيعية أن يقومبهذا العمل شخص نشأ في بيئة