حديث المنزلة في سبعة مواضع:
النقطة الأخرى، إنّ النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم- و خلافا لما يتصّورهالبعض- لم يقل هذا البحث في علي عليهالسلام في غروة تبوك فقط، بل قال هذهالعبارة في عدّة مواضع منها:
1- في المؤاخاة الأولى: يعني في المرّةالأولى التي آخى فيها رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم بين المهاجرين واختار عليّا عليه السلام في هذه المؤاخاةلنفسه و قال: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّاأنّه لا نبيّ بعدي» «1».
2- في يوم المؤاخاة الثّانية: و كانت فيالمدينة بعد الهجرة بخمسة أشهر، حيث آخىبين المهاجرين و الأنصار، و اصطفى لنفسهمنهم عليّا و اتخذه من دونهم أخاه، و قال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسىإلّا أنّه لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي»«2».
3- أم سليم- التي كانت على جانب من الفضل والعقل، و كانت تعدّ من أهل السوابق، و هيمن الدعاة إلى الإسلام، و استشهد أبوها وأخوها بين يدي النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم و فارقت زوجها لأنّه أبى أن يعتنقالإسلام، و كان رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم يزورها في بيتها بين الحين والآخر و يسلّيها- تروي أم سليم هذه
أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمقال لها ذات يوم: «إنّ عليّا لحمه من لحمي ودمه من دمي، و هو منّي بمنزلة هارون منموسى» «3».
4-
قال ابن عباس: سمعت عمر بن الخطاب يقول:كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب فقد رأيت منرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم فيهخصالا لئن تكون لي واحدة منهن في آلالخطّاب أحبّ إلى ممّا طلعت عليه الشمس،كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة في نفر منأصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم فانتهينا إلى باب أمّ سلمة و علي
(1) كنز العمال، الحديث 918، المجلد الخامس،
40، و المجلد السّادس،
(2) منتخب كنز العمال، (في حاشية مسندأحمد)، المجلد الخامس، من مسند أحمد،
(3) كنز العمال، المجلد السّادس،