موسى فصنعوا ما صنعوا (من عبادة العجل) «1».و أمّا أن هذه الأيّام الأربعين صادفتأيّام أي شهر من الشهور الإسلامية،فيستفاد من بعض الرّوايات أنّها بدأت منأوّل شهر ذي القعدة و ختمت باليوم العاشرمن شهر ذي الحجة (عيد الأضحى). و قد جاءالتعبير بلفظ أربعين ليلة في القرآنالكريم لا أربعين يوما، فالظاهر أنّه لأجلأن مناجاة موسى لربّه كانت تتمّ غالبا فيالليالي.
2- كيف نصب موسى عليه السلام هارون قائدا وإماما؟
السؤال الثّاني الذي يطرح نفسه هنا، هو:إنّ هارون كان نبيّا، فكيف نصبه موسى عليهالسلام خليفة له و إماما و قائد لبنيإسرائيل؟و الجواب على هذا السؤال يتّضح بعدالالتفات إلى أنّ مقام النّبوة شيء ومقام الإمام شيء آخر، و لقد كان هاروننبيّا، و لكن لم يكن قد أنيط به مقامالإمامة العامّة لبني إسرائيل، بل كانمقام الإمامة و منصب القيادة العامّة خاصابموسى عليه السلام، و لكنّه عند ما قصد أنيفارق قومه إلى ميقات ربّه اختار هارونإماما و قائدا.3- لماذا طلب موسى عليه السلام من أخيهالإصلاح و عدم اتّباع المفسدين؟
السؤال الثّالث الذي يطرح نفسه هنا، هو:لماذا قال موسى عليه السلام لأخيه: أصلح ولا تتبع سبيل المفسدين، مع أن هارون نبيمعصوم من المستحيل أن يتبع طريق المفسدينو ينهج نهجهم الفاسد؟نقول في الجواب: إنّ هذا- في الحقيقة- نوعمن التوكيد لإلفات نظر أخيه(1) تفسير البرهان، المجلد الثّاني،
33- نور الثقلين، المجلد الثّاني،