ملاحظات
1- غزوة حنين ذات العبرة
«حنين» منطقة قريبة من الطائف، و بما أنّالغزوة وقعت هناك فقد سميّت باسم المنطقةذاتها، و قد عبّر عنها في القرآن بـ «يومحنين» و لها من الأسماء- غزوة أوطاس، وغزوة هوازن أيضا.أمّا تسميتها بأوطاس، فلأن «أوطاس» أرضقريبة من مكان الغزوة- و أمّا تسميتهابهوازن، فلأن إحدى القبائل التي شاركت فيغزوة حنين تدعى بهوازن.أمّا كيف حدثت هذه الغزوة، فبناء على ماذهب إليه ابن الأثير في الكامل، أن هوازنلمّا علمت بفتح مكّة، جمع القبيلة رئيسهامالك بن عوف و قال لمن حوله: من الممكن أنيغزونا محمّد بعد فتح مكّة، فقالوا: منالأحسن أن نبدأه قبل أن يغزونا.فلما بلغ ذلك النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم أمر المسلمين أن يتوجهوا إلى أرضهوازن «1».و بالرغم من عدم الاختلاف بين المؤرخين فيشأن هذه الغزوة و المسائل العامّة فيها،إلّا أنّ في جزئياتها روايات متعددة لايكاد بعضها ينسجم مع الآخر، و ما ننقله هنافقد اقتضبناه عن مجمع البيان للعلامةالطبرسي، بناء على روايته القائلة: إنّرؤساء طائفة هوازن جاءوا إلى مالك بن عوف واجتمعوا عنده في أخريات شهر رمضان أو شوالفي السنة الثامنة للهجرة، و كانوا قدجاءوا بأموالهم و أبنائهم و أزواجهم لئلايفكر أحدهم بالفرار حال المعركة، و هكذافقد وردوا منطقة أوطاس.فعقد النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّملواءه، و سلمّه عليّا عليه السلام و أمرحملة الرايات الذين ساهموا في فتح مكّة أنيتوجهوا براياتهم ذاتها مع علي بن أبيطالب إلى حنين، و اطّلع(1) راجع الكامل لابن الأثير، ج 2، ص 261،نقلنا القصة بشيء من الاختصار.