نفسه و مجتمعه في الواقع، كما أنّه سيقعفي ما كان يخاف من الوقوع فيه لأنّ الأمّةالتي تتلكأ في اللحظات الحساسة من تأريخهاالمصيري، و في المآزق الحاسمة، فلا يضحيأبناؤها بمثل ذلك، فستواجه الهزيمة عاجلاأو آجلا، و سيتعرض كلّ ما تعلقت القلوب بهفلم تجاهد من أجله الى خطر الضياع و التلفبيد الأعداء.
ملاحظات
1- ما قرأناه في الآيتين- محل البحث- ليسمفهومه قطع علائق المحبة بالأرحام، وإهمال رؤوس الأموال الاقتصادية، والانسياق إلى تجاوز العواطف الإنسانية وإلغائها، بل المراد من ذلك أنّه ينبغي أنلا ننحرف عند مفترق الطرق إلى الأموال والأزواج و الأولاد و الدور و المقامالدنيوي، بحيث لا نطبّق في تلك الحالة حكماللّه، أو لا نرغب في الجهاد، و يحول عشقناالمادي دون تحقيق الهدف المقدس.لهذا يلزم على الإنسان إذا لم يكن علىمفترق الطرق أن يرعى الجانبين «العلاقةباللّه و العلاقة بالرحم».فنحن نقرأ في الآية (15) من سورة لقمان،قوله تعالى في شأن الأبوين المشركين وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِيما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاتُطِعْهُما وَ صاحِبْهُما فِي الدُّنْيامَعْرُوفاً.2- إنّ أحد تفاسير جملة فَتَرَبَّصُواحَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ماأشرنا إليه آنفا، و هو التهديد من قبلاللّه لأولئك الذين يقدّمون منافعهمالمادية و يفضلونها على رضا اللّه، و لماكان هذا التهديد مجملا كان أثره أشدّ وحشةو إشفاقا، و هذا التعبير يشبه قول من يكلمصاحبه الذي دونه و تحت أمره، فيقول له: إذالم تفعل ما