قصة سحرة فرعون، أنّهم استخدموا كل هذهالعوامل و الأدوات، و عبارة «سحروا أعينالناس» و جملة «استرهبوهم» أو تعبيراتأخرى في سور «طه» و «الشعراء» جميعهاشواهد على هذه الحقيقة
بحوث
و هنا لا بدّ من الإشارة إلى نقطتين:1- المشهد العجيب لسحر السّاحرين
لقد أشار القرآن الكريم إشارة إجمالية منخلال عبارة وَ جاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ إلىالحقيقة التالية و هي: أنّ المشهد الذيأوجده السحرة كان عظيما و مهما، و مدروسا ومهيبا، و إلّا لما استعمل القرآن الكريملفظة «عظيم» هنا.و يستفاد من كتب التاريخ و من روايات وأحاديث المفسّرين في ذيل هذه الآية، و كذامن آيات مشابهة- بوضوح- سعة أبعاد ذلكالمشهد.فبناء على ما قاله بعض المفسّرين كان عددالسحرة يبلغ عشرات الألوف، و كانت الأجهزةو الوسائل المستعملة كذلك تبلغ عشراتالآلاف، و نظرا إلى أن السحرة المهرة والمحترفين لهذا الفن في مصر كانوا في ذلكالعصر كثيرين جدّا، لهذا لا يكون هذاالكلام موضع استغراب و تعجب. خاصّة أنّالقرآن الكريم في سورة «طه» الآية (67) يقول:فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسىأي أنّ المشهد كان عظيما جدّا و رهيبا إلىدرجة أن موسى شعر بالخوف قليلا، و إن كانذلك الخوف- حسب تصريح نهج البلاغة- «1» لأجلأنّه خشي أن من الممكن أن(1) الخطبة، 4.