انحرافها عن جادة الحق و العدل، و الإقبالعلى الظلم و الجور، و الانغماس في بحارالشهوات، و الغرق في أمواج الإفراط فيالتجمل و الرفاهية.فعند ما تسلك الأمم في العالم هذه المسالكو تنحرف عن سنن الكون و قوانين الخلقة،تفقد مصادرها الحيوية الواحد تلو الآخر، وتسقط في النهاية إنّ دراسة زوال مدنياتكبرى، مثل حضارة بابل، و فراعنة مصر، و قومسبأ، و الكلدانيين و الآشوريين، و مسلميالأندلس و أمثالها، توضح الحقيقةالتالية، و هي أنّه لدى صدور الأمر بزوالهذه المدنيات و الحضارات الكبرى إثر بلوغالفساد أوجه فيها لم تستطع حكوماتها أنتحفظ أسسها المتزعزعة حتى ساعة واحدة.و يجب الالتفات إلى أنّ «الساعة» في اللغةتعني أصغر وحدة زمنية، فربّما تكون بمعنىلحظة، و ربّما تكون بمعنى أقل قدر منالزمن، و إن كانت الساعة تعني في عرفناالحاضر اليوم مدة واحد من أربع و عشرينساعة في اليوم.