و تطلق الفتنة أيضا على الضغوط التييفرضها الأعداء، للوقوف بوجه اتساع دعوةالإسلام، و لإسكات صوت أهل الحق، بل حتىإرجاع المؤمنين نحو الكفر.و في الآية محل البحث فسر الفتنة بعضهمبمعنى الشرك، و فسّرها آخرون بأنّها تعنيسعي الأعداء لسلب الحريات الفكرية والاجتماعية من المسلمين.و لكن الحقّ أنّ مفهومها واسع يشمل الشرك،بقرينة قوله: وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِو سائر ضغوط الأعداء على المسلمين.
الهدف من الجهاد و بشرى كريمة:
تشير الآية آنفة الذكر إلى قسمين من أهدافالجهاد المقدسة و هما:1- القضاء على عبادة الأصنام و تطهير الأرضمن معابدها و نحو ذلك و كما ذكرنا في بحثناعن أهداف الجهاد فإنّ الحريّة الدينيةتتعلق بمن يتّبع أحد الأديان السماوية فلايجوز إكراه هؤلاء من أجل تغيير عقيدتهم، ولكن عبادة الأصنام ليست دينا و لا فكرا، بلهي خرافة و جهل و انحراف، و على الحكومةالإسلامية إزالتها و تطهير البلاد منها عنطريق الإعلام و التبليغ الإسلامي- أوّلا- وإذا لم يؤدّ ذلك إلى نتيجة فيجب اللجوء إلىالقوة لتدمير معابد الأوثان.2- نيل الحرية في نشر الإسلام و التبليغله، و في هذا القسم أجاز الإسلام استخدامالقوّة في مواجهة من يمنع المسلمين من نشرعقيدتهم لفتح الطريق بوجه الحوار المنطقيالسليم.و قد ورد في تفاسير أهل السنة كتفسير «روحالبيان» للآلوسي، و تفاسير شيعية أخرى،عن الإمام الصادق عليه السّلام «لم يجيءتأويل هذه الآية، و لو قام قائمنا بعد،سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية،و ليبلغن دين محمّد ما بلغ