الآية [سورة الأنفال (8): آية 19]
إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُالْفَتْحُ وَ إِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَخَيْرٌ لَكُمْ وَ إِنْ تَعُودُوا نَعُدْوَ لَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْشَيْئاً وَ لَوْ كَثُرَتْ وَ أَنَّاللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)
التّفسير
لقد جرى بحث كثير بين المفسّرين حول الذينتوجهت إليهم الآية بالحديث، فبعضهم يعتقدبأنّهم المشركين، لأنّهم قبل خروجهم منمكّة إلى بدر اجتمعوا حول الكعبة و ضربواعلى ستائرها (لغرورهم و اعتقادهم بأنّهمعلى الحق). و قالوا: «اللّهم أنصر أعلىالجندين و أهدى الفئتين و أكرم الحزبين»«1».
و روي أنّ أبا جهل دعا فقال: (اللهم ربّناديننا القديم و دين محمّد الحديث، فأيالدينين كان أحب إليك و أرضى عندك فانصرأهله اليوم) «2» ... و لذلك فقد نزلت هذهالآية لتقول لهم: إِنْ تَسْتَفْتِحُوافَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَ إِنْتَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ إِنْتَعُودُوا نَعُدْ وَ لَنْ تُغْنِيَعَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَ لَوْكَثُرَتْ وَ أَنَّ اللَّهَ مَعَالْمُؤْمِنِينَ.
(1) هذه الجملة في الحقيقة «ذلكم الذيسمعتم هو حال المؤمنين و الكافرين».
(2) مجمع البيان و تفاسير أخرى.