وحشية و إجراما، و الأمر الوحيد الذي أمكنبسببه قلع تلك الجذور الفاسدة من أصولها،هو إحداث ثورة عارمة و تغيير شامل فيالأفكار و الأرواح و العقائد، ثورة تصنعتحوّلا في شخصياتهم و تبدل أساليبتفكيرهم، و ترفعهم عن الحضيض الذي كانوافيه، لتتجلى لهم أعمالهم السابقة في وجههاالكالح القبيح، فيطهروا بذلك أنفسهم، ويدرءوا عنها الأحقاد و الأوساخ و العصبيةالقبلية العمياء و هذه أمور لا يمكنإيجادها بالثروة و لا بالمال، بل في ظلالالإيمان و التوحيد الخالص فحسب.و تضيف الآية معقبة في الختام إِنَّهُعَزِيزٌ حَكِيمٌ.فعزته تقتضي عجز الآخرين من الوقوف فيمواجهته، و حكمته تقتضي أن تكون كل أمورهجارية وفق حساب دقيق و نظام صحيح، و لهذافإنّ الخطة الدقيقة وحدت القلوبالمتنافرة المتفرقة و جعلتها تنصاعللنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لينشرواأنوار الهداية في كل أرجاء العالم.