نحو الإفراط أو التفريط، و لذلك فقد سمّيالشرك و عبادة الأوثان إلحادا أيضا.و المقصود من الإلحاد في أسماء اللّه هوأن نحرف ألفاظها أو مفاهيمها.بحيث نصفه بصفات لا تليق بساحته المقدسة،كما يصفه المسيحيون بالتثليث «اللّه والابن و روح القدس» أو أن نطبّق صفاته علىالمخلوقين كما فعل ذلك المشركون و عبدةالأوثان إذ اشتقوا لأصنامهم أسماء منأسماء اللّه فسمّوها ...اللات و العزّى و مناة ... (و غيرها) فهذهالأسماء مشتقّة من اللّه و العزيز والمنان «على التوالي».أو أنّهم حرفوا صفاته حتى شبّهوهبالمخلوقات، أو عطلوا صفاته، و ما إلى ذلك.أو أنّهم اكتفوا بذكر الاسم فحسب دون أنيتمثلوه و يعرفوا آثاره في أنفسهم و فيمجتمعاتهم.و في آخر آية من الآيات محل البحث إشارةإلى صفتين من أبرز صفات أهل الجنّة، إذتقول الآية: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌيَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِيَعْدِلُونَ.و في الواقع، إنّ لأهل الجنّة منهجينممتازين فأفكارهم و أهدافهم و دعواتهم وثقافاتهم حقّة، و هي في اتجاه الحق أيضا،كما أنّ أعمالهم و خططهم و حكوماتهم قائمةعلى أساس الحق و الحقيقة.