الجهل و الخرافة، و الخيال الواهي والتصور الخاوي؟! «1»
2- أرضية الوثنية عند بني إسرائيل
لا شك أنّه كانت لدى بني إسرائيل- قبلمشاهدة هذا الفريق من الوثنيين- أرضيةفكرية مساعدة لهذا الموضوع، بسببمعاشرتهم الدائمة للمصريين الوثنيين، ولكن مشاهدة هذا المشهد الجديد كان بمثابةشرارة كشفت عن دفائن جبلّتهم، و على كل حالفإنّ هذه القضية تكشف لنا أنّ الإنسان إلىأيّ مدى يتأثر بعامل البيئة، فإنّ البيئةهي التي تستطيع أن تسوق الإنسان إلىاللّه، كما أنّ البيئة هي التي تسوقه إلىالوثنية، و أنّ البيئة يمكن أن تصير سببالأنواع المفاسد و الشقاء، أو منشأ للصلاحو الطهر. (و إن كان انتخاب الإنسان نفسه هوالعامل النهائي) و لهذا اهتم الإسلامبإصلاح البيئة اهتماما بالغا.3- الكفرة بالنعم في بني إسرائيل
الموضوع الآخر الذي يستفاد من الآيةبوضوح، أنّه كان بين بني إسرائيل أشخاصكثيرون ممن يكفرون النعمة و لا يشكرونها،فمع أنّهم رأوا كل تلك المعاجز التي أتيبها موسى عليه السلام، و مع أنّهم تمتعوابكل تلك المواهب الإلهية التي خصّهم اللّهبها، فإنّه لم ينقص عن هلاك عدوهم فرعون ونجاتهم من الغرق برهة من الزمن حتى نسوا كلهذه الأمور دفعة واحدة، و طلبوا من موسى أنيصنع لهم أصناما ليعبدوها!! و نقرأ في نهجالبلاغة أنّ أحد اليهود اعترض علىالمسلمين عند أمير المؤمنين عليه السلامقائلا: ما دفنتم نبيّكم حتى اختلفتم فيه.فردّ عليه الإمام صلوات اللّه(1) مرّت أبحاث أخرى حول تاريخ الوثنية فيتفسير الآية (258) سورة البقرة.