مسألة الغنائم، و نظر إلى جميع الموارد».
يقول الحق سبحانه: وَ اعْلَمُوا أَنَّماغَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّلِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى (الأئمة من أهل البيتعليهم السلام) وَ الْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ- منذرية الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّمأيضا. و يضيف مؤكّدا إِنْ كُنْتُمْآمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْناعَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ- أييوم بدر- يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ.
و ينبغي الالتفات إلى أنّه على الرغم منأنّ الخطاب في الآية موجه إلى المؤمنين،لأنّها تبحث في غنائم الجهاد الإسلامي، وبديهي أنّ المجاهد مؤمن، لكنّها مع ذلكتقول: إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِو في ذلك إشارة إلى أنّ ادعاء الإيمان وحدهلا يعدّ دليلا على الإيمان، بل حتىالمشاركة في سوح الجهاد قد لا تكون دليلاعلى الإيمان، فقد تكون وراء ذلك أمور أخرى.فالمؤمن الكامل هو الذي يذعن لأوامر اللّهكافة و ينقاد لها، و خاصّة الأوامر والأحكام المالية، و لا يأخذ ببعض و يتركبعضا، و تشير الآية في نهايتها إلى قدرةاللّه غير المحدودة، فتقول:
وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ.
أي بالرغم من قلتكم يوم بدر و كثيرةعدوّكم في الظاهر، لكن اللّه القادر خذلهمو أيدكم فانتصرتم عليهم.
ملاحظات
1- يوم الفرقان بين الحق و الباطل
سمّي يوم معركة بدر بيوم الفرقان بين الحقو الباطل، و يوم الالتقاء بين جماعة الكفرو جماعة الإيمان، و في ذلك إشارة إلى مايلي:
أوّلا: إنّ يوم بدر ظهرت فيه الأدلة علىصدق النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّملأنّه وعد المسلمين بالنصر قبل ذلك، معأنّ القرائن في الظاهر لم تكن دالة علىذلك، و لقد اتّحدت