يتأثر الناس بذلك المشهد العظيم، فيكونإرجاعهم إلى الحق صعبا، و على أي حال فإنّذلك يكشف عن عظمة ذلك المشهد و رهبته.
2- الاستفادة من السلاح المشابه
من هذا البحث يستفاد- بجلاء و وضوح- أنّفرعون بالنظر إلى حكومته العريضة في أرضمصر، كانت له سياسات شيطانية مدروسة، فهولم يستخدم لمواجهة موسى و أخيه هارون منسلاح التهديد و الإرعاب، بل سعى للاستفادةمن أسلحة مشابهة- كما يظن- في مواجهة موسى،و من المسلّم أنّه لو نجح في خطّته لما بقيمن موسى و دينه أي أثر أو خبر، و لكان قتلموسى عليه السلام في تلك الصورة أمرا سهلاجدا، بل و موافقا للرأي العام، جهلا منهبأنّ موسى لا يعتمد على قوة إنسانية يمكنمعارضتها و مقاومتها، بل يعتمد على قوّةأزلية إلهية مطلقة، تحطّم كلّ مقاومة، وتقضي على كل معارضة.و على أية حال، فإنّ الاستفادة من السلاحالمشابه أفضل طريق الإنتصار على العدوالمتصلّب، و تحطيم القوى المادية.في هذه اللحظة التي اعترت الناس فيها حالةمن النشاط و الفرح، و تعالت صيحاتالابتهاج من كل صوب، و علت وجوه فرعون وملائه ابتسامة الرضى، و لمع في عيونهمبريق الفرح، أدرك الوحي الإلهي موسى عليهالسلام و أمره بإلقاء العصى، و فجأة انقلبالمشهد و تغير، و بدت الدهشة على الوجوه، وتزعزت مفاصل فرعون و أصحابه كما يقولالقرآن الكريم: وَ أَوْحَيْنا إِلىمُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَتَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ.و «تلقف» مشتقة من مادة «لقف» (على وزنسقف) بمعنى أخذ شيء بقوة و سرعة، سواءبواسطة الفم، و الأسنان، أو بواسطةالأيدي، و لكن تأتي في بعض الموارد بمعنىالبلع و الابتلاع أيضا، و الظاهر أنّهاجاءت في الآية الحاضرة بهذا