بعمل ما، و يطلق عادة على الزمان، و لكنّهقد يطلق على المكان الذي يجب أن يتمّ العملفيه، مثل «ميقات الحج» يعني المكان الذيلا يجوز أن يجتازه أحد إلّا محرما.
ثمّ ذكرت الآية أنّ موسى استخلف هارون وأمره بالإصلاح في قومه، و أن لا يتبع سبيلالمفسدين: وَ قالَ مُوسى لِأَخِيهِهارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَالْمُفْسِدِينَ.
بحوث
و هنا عدّة نقاط ينبغي التوقف عندها والالتفات إليها:
1- لماذا التفكيك بين الثلاثين و العشر؟
إنّ أوّل سؤال يطرح نفسه في مجال الآيةالحاضرة، هو: لماذا لم يبيّن مقدارالميقات بلفظ واحد هو الأربعين، بل ذكرأنّه واعده ثلاثين ليلة ثمّ أتمّه بعشر،في حين أنّه تعالى ذكر ذلك الموعد في لفظواحد هو أربعين في الآية (151) من سورةالبقرة.
ذكر المفسّرون تفسيرات عديدة لهذاالتفكيك، و الذي يبدو أقرب إلى النظر وأكثر انسجاما مع أحاديث أهل البيت عليهمالسلام هو أنّه و إن كان الواقع هو أربعينيوما، إلّا أنّه في الحقيقة وعد اللّهموسى في البداية ثلاثين يوما ثمّ مدّدهعشرة أيّام أخرى، اختبارا لبني إسرائيل كييعرف المنافقون في صفوف بني إسرائيل.
فقد روي عن الإمام محمّد الباقر عليهالسلام أنّه قال: إنّ موسى عليه السلام لماخرج وافدا إلى ربّه واعدهم ثلاثين يوما،فلمّا زاده اللّه على الثلاثين عشرا قالقومه، قد أخلفنا