و في الحقيقة فإنّه مع انتهاء قصة فرعونبدأت مشكلة موسى الداخلية الكبرى، يعنيمشكلته مع جهلة بني إسرائيل، و الأشخاصالمتعنتين و المعاندين.و كانت هذه المشكلة أشدّ على موسى عليهالسلام و أثقل بمراتب كثيرة- كما سيتّضح منقضية مواجهته لفرعون و الملأ و هذه هيخاصية المشاكل و المجابهات الداخلية.في الآية الأولى: وَ جاوَزْنا بِبَنِيإِسْرائِيلَ الْبَحْرَ أي النيل العظيم.و لكن في مسيرهم مرّوا على قوم يخضعونللأصنام فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍيَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ.و «عاكف» مشتقّة من مادة «العكوف» بمعنىالتوجه إلى شيء و ملازمته المقارنةلاحترامه و تبجيله.فتأثّر الجهلة الغافلون بهذا المشهدبشدّة إلى درجة قالوا لموسى من دون إبطاء:يا موسى اتّخذ لنا معبودا على غرارمعبودات هؤلاء قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْلَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ.فانزعج موسى عليه السلام من هذا الافتراحالأحمق بشدّة، و قال لهم: قالَ إِنَّكُمْقَوْمٌ تَجْهَلُونَ.