امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 289
نمايش فراداده

و مثل هذه التعابير غير قليلة في أحاديثنااليوميّة، إذ نقول مثلا: لون الوجه يخبر عنسره الباطني «سيماهم في وجوهم»، أو نقول:إنّ عيني فلان المجهدتين تنبئان أنّه لمينم الليلة الماضية.

و قد روي عن بعض أدباء العرب و خطبائهمأنّه قال في بعض كلامه: سل الأرض من شقأنهارك و غرس أشجارك و أينع ثمارك؟ فإنّ لمتجبك حوارا أجابتك اعتبارا! ...

كما ورد في القرآن الكريم التعبير علىلسان الحال، كالآية (11) من سورة فصلت، إذجاء فيها فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتاأَتَيْنا طائِعِينَ.

هذا باختصار هو خلاصة الرأيين أوالنظرتين المعروفتين في تفسير الآياتآنفة الذكر ...

إلّا أنّ التّفسير الأوّل فيه بعضالإشكالات، و نعرضها في ما يلي:

1- ورد التعبير في نصّ الآيات المتقدمة عنخروج الذريّة من بني آدم من ظهورهم، إذ قالتعالى ... مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ مع أنّالتّفسير الأوّل يتكلم عن آدم نفسه أو عنطينة آدم.

2- إذا كان هذا العهد قد أخذ عن وعي ذاتي وعن عقل و شعور، فكيف نسيه الجميع؟! و لايتذكر أحد مع أنّ الفاصلة الزمانية بينزماننا ليست بأبعد مدى من الفاصلة بين هذاالعالم و العالم الآخر «أو القيامة»؟ ونحن نقرأ في آيات عديدة من القرآن الكريمأنّ الناس سواء كانوا من أهل الجنّة أو منأهل النّار لا ينسون أعمالهم الدنيوية فييوم القيامة، و يتذكرون ما اكتسبوه بصورةجيدة، فلا يمكن أن يوجّه هذا النسيانالعمومي في شأن عالم الذر أبدا «و لا مجاللتأويله!».

3- أيّ هدف كان من وراء مثل هذا العهد؟!فإذا كان الهدف أن يسير المعاهدون، فيطريق الحق عند تذكرهم مثل هذا العهد، وألّا يسلكوا إلّا طريق معرفة اللّه،فينبغي القول بأنّ مثل هذا الهدف لا يتحققأبدا و بأي وجه كان، لأنّ‏