امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 308
نمايش فراداده

التوحيد الخالص، فإنّما هو لأن جميعصفاته ترجع إلى ذاته المقدسة.

و يشير الفخر الرازي في تفسيره إلى أمرقابل للملاحظة، و هو أنّ جميع صفات اللّهتعالى يعود إلى إحدى حقيقتين «استغناءذاته عن كل شي‏ء» أو «احتياج الآخرين إلىذاته المقدسة ...» «1».

2- الأمّة الهداة!

قرأنا في الآيات محل البحث أنّ طائفة منعباد اللّه يدعون نحو الحق و يحكمون به وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَبِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ.

هناك تعبيرات مختلفة في الرّواياتالواردة في كتب الأحاديث الإسلامية، فيالمراد من هذه الأمّة. و من جملة هذهالرّوايات ما

ورد عن أمير المؤمنين أنّه قال عليهالسّلام. المراد من الآية هو «أمّة محمّدصلّى الله عليه وآله وسلّم» «2».

و يعني الإمام بهم أتباع النّبي الصادقينالمنزّهين عن كل بدعة و انحراف و تغيير أوحياد من تعاليمه الكريمة ...

و لهذا

فقد ورد في حديث آخر عنه صلّى الله عليهوآله وسلّم أنّه قال: «و الذي نفسي بيدهلتفرقن هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقةكلّها في النّار إلّا فرقة وَ مِمَّنْخَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّوَ بِهِ يَعْدِلُونَ، و هذه التي تنجو منهذه الأمّة».

و لعل العدد- 73- للكثرة، و هو إشارة إلىالطوائف المختلفة التي ظهرت في طول تاريخالإسلام في عقائد عجيبة غريبة، و لحسنالحظ قد انقرض أغلبها فلم يبق منها إلّاأسماؤها في كتب «تاريخ العقائد».

و في حديث آخر ورد في كتب أهل السنة عنالإمام علي عليه السّلام ضمن إشارتهلاختلاف الأمم التي تظهر بعدئذ في الأمّةالإسلامية، أن قال عليه السّلام «الفرقةالناجية

(1) تفسير الفخر الرازي، ج 15، ص 66.

(2) نور الثقلين، ج 2، ص 105.