امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 390
نمايش فراداده

عنهم القرآن وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوالا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ«1».

و تارة يقبل الإنسان باستماع الأحاديث،لكنّه لا يقرر أبدا العمل بها، كالمنافقينالذين ورد ذكرهم في الآية (16) من سورة محمّدصلّى الله عليه وآله وسلّم: وَ مِنْهُمْمَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذاخَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوالِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَآنِفاً.

و قد يصل وضع هؤلاء أعلى مراحل الخطر، إذيسلبون القدرة على معرفة الخبيث و الطيب،و حتى إذا استمعوا الحديث الحق لا يكونبإمكانهم استيعابه و هضمه.

و القرآن يقول عن هذه الطوائف الثلاث، إنّهؤلاء في واقعهم صم بكم، لإنّ الذي يسمع فيالحقيقة يجب عليه الإدراك و التفكير والعزم على العمل بإخلاص.

و كم من أناس في عصرنا و زمننا الحاضر عندما يسمعون آيات القرآن يتفاعلون معها بشكلملفت للنظر، لكنّهم في العمل لا يتطابقونبأي شكل مع مضمون القرآن الكريم.

(1) سورة فصلت، الآية 26.