امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 465
نمايش فراداده

الاستعداد العسكري لمواجهة الأعداء،فتقول: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَااسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ.

أي لا تنتظروا حتى يهجم العدوّ فتستعدواعندئذ لمواجهته، بل يجب أن تكون لديكمالقدرة و الاستعداد اللازم لمواجهة هجماتالأعداء المحتملة.

و تضيف الآية قائلة: وَ مِنْ رِباطِالْخَيْلِ.

«الرّباط» بمعنى شدّ الشي‏ء، و يرد هذاالاستعمال كثيرا بمعنى ربط الحيوان فيمكان ما لرعايته و المحافظة عليه، و قد جاءهذا اللفظ هنا بما يناسب ذلك بمعنى الحفظ والمراقبة بصورة عامّة.

و «المرابطة» تعني حفظ الحدود، و تأتيكذلك بمعنى الرقابة على شي‏ء آخر، و يطلقعلى مكان شدّ وثاق الحيوان بـ «الرباط» ولذلك سمّت العرب أماكن نزول المجاهدينرباطا أيضا.

ملاحظات‏

1- في الجملة القصيرة- آنفة الذكر- بيانلأصل مهم في الجهاد و حفظ وجود المسلمين وما لديهم من مجد و عظمة و فخر، و التعبير فيالآية واسع إلى درجة أنّه ينطبق على كل عصرمصر تماما.

و كلمة «قوّة» و إن قصرت لفظا، إلّا أنّهاذات معنى وسيع و مغزى عميق، فهي لا تختصبأجهزة الحرب و الأسلحة الحديثة لكل عصرفحسب، بل تتسع لتشمل كلّ أنواع القوى والقدرات التي يكون لها أثرا ما فيالإنتصار على الأعداء، سواء من الناحيةالمادية أو الناحية المعنوية.

فالذين يرون أنّ السبيل الوحيد للانتصارعلى الأعداء هو كمية السلاح، هم على خطأكبير، لأنّنا شاهدنا في عصرنا الحاضرشعوبا قليلة العدد و أسلحتها غير