امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 482
نمايش فراداده

أحيانا، و أن لا يفروا من العدوّ بسببقلّة العدد أبدا.

و ممّا يستجلب النظر أنّ أغلب المعاركالتي كانت تجري بين المسلمين و أعدائهمكان فيها ميزان القوى لصالح العدو، و كانالمسلمون قلّة غالبا، و لم يكن هذا الأمرقد وقع في حروب الإسلام في عصر النّبيفحسب- كبدر و أحد و الأحزاب أو كمعركة مؤتةالتي رووا أن جيش المسلمين كان لا يتجاوزثلاثة آلاف مقاتل، أمّا جيش العدو فأقل ماذكروا عنه أنّه كان حوالي مائة و خمسينألفا، بل حتى الحروب بعد عصر النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم فقد ذكروا أن فرقامذهلا كان بين جيش الإسلام الذي حرر فارس وجيش الساسانيين، فقد قيل مثلا: إنّ الجيشالإسلامي كان لا يتجاوز خمسين ألف مقاتل،بينما كان جيش خسرو پرويز خمسمائة ألفمقاتل! و أمّا في معركة اليرموك التي وقعتبين المسلمين و الروم، فقد ذكر المؤرخونأن الجيش الذي جمعه هرقل كان حوالي مائتيألف مقاتل، بينما كان جيش الإسلام لايتجاوز أربعة و عشرين ألفا! و الأعجب منذلك أن المؤرخين يذكرون أنّ قتلى جيشالروم في معركة اليرموك كانوا يزيدون علىسبعين ألفا!! و ما من شك أن الموازنة بينالقوى أو التفوق العسكري أحد أسباب النصربحسب الظاهر، و لكن ما هو السبب الذي كانوراء انتصار المسلمين

القلة في مثل هذهالمعارك؟

و الإجابة على هذا السؤال المهم ذكرهاالقرآن في الآيتين محل البحث في ثلاثةتعابير:

التّعبير الأوّل: يقول فيه: عِشْرُونَصابِرُونَ ثمّ قوله في الآية بعدها:مِائَةٌ صابِرَةٌ أي ذوو استقامة و ثبات.

و المراد هنا أنّ روح الاستقامة و الثبات،التي هي ثمرة شجرة الإيمان، كانت‏