امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 531
نمايش فراداده

و في نهاية الآية إشارة إلى جذر هذاالموضوع و أساسه و هو فسقهم، فتقول:

وَ أَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ.

و في الآية التالية بيان لبعض علائم فسقهمو عصيانهم، إذ أعربت الآية عن ذلك علىالنحو التالي اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِثَمَناً قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْسَبِيلِهِ.

و قد جاء في بعض الرّوايات أن أبا سفيانأقام مأدبة و دعا إليها جماعة من الناس،ليثير حفيظتهم و عداوتهم بوجه رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم عن هذا الطريق.

و يعتقد بعض المفسّرين أنّ الآية محلالبحث تشير إلى هذه القصة، إلّا أن الظاهرأن الآية ذات مفهوم واسع يشمل هذه القصّة وما شاكلها حيث أغمضوا أعينهم و صدوا عنسبيل اللّه و آياته من أجل منافعهمالمادية التي لا تدوم طويلا.

ثمّ تعقب الآية بالقول: إِنَّهُمْ ساءَ ماكانُوا يَعْمَلُونَ فقد خسروا طريقالسعادة و ضيعوها، و حرّموا الهداية، و همفي الوقت ذاته أو صدوا الطريق بوجهالآخرين، و أي عمل أسوأ من أن يحمل الإنسانوزره و وزر سواه! أمّا في آخر آية منالآيات- محل البحث- فهي تأكيد آخر على ماورد في الآيات المتقدمة، إذ تقول الآية: لايَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَ لاذِمَّةً.

و هذه الخصلة فيهم لم يبتل بها المؤمنونفحسب بل يعتدون على كل من تناله أيديهم وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ.

و بالرغم من أنّ مضمون هذه الآية تأكيدلما سبق من الآيات المتقدمة، إلّا أنّهناك فرقا بينهما، حيث كان الكلام في ماسبق على عدم رعاية المشركين حرمة لخصوصالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه المتقّين حوله كَيْفَ وَ إِنْيَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوافِيكُمْ إِلًّا وَ لا ذِمَّةً أمّا الآيةمحل البحث فالكلام فيها عن عدم رعايتهمحرمة لكل مؤمن لا يَرْقُبُونَ فِيمُؤْمِنٍ إِلًّا وَ لا ذِمَّةً.

أي إن المشركين لا ينظرون إليكم (النّبي والخواص من الصحابة) نظرة تمتاز عن سواكم بلهذه النظرة- نظرة العداء و البغضاء- ينظربها المشركون إلى‏