امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 553
نمايش فراداده

يقدحوا في سند الرواية التي تذكر فضل عليعليه السلام على غيره أو في دلالتها.

و يا للأسف ما زال هذا التعصب المقيتممتدا إلى عصرنا الحاضر، حتى أنّ بعضعلمائهم المثقفين لم يسلموا من هذا الداءالوبيل و التعصب دون دليل! و لا أنسىالمحاورة التي جرت بيني و بين بعض علماءأهل السنة، إذ أظهر كلاما عجيبا عند ذكرنالمثل هذه الأحاديث، فقال: في عقيدتي أنّالشيعة يستطيعون أن يثبتوا جميع معتقداتمذهبهم «أصولها و فروعها» من مصادرنا وكتبنا، لأنّ في كتبنا أحاديث كافية لصالحآراء الشيعة و صحة مذهبهم.

إلّا أنّه من أجل أن يريح نفسه من جميع هذهالكتب، قال: أعتقد أن أسلافنا كانوا حسنيالظن، و قد أوردوا كل ما سمعوه في كتبهم،فليس لنا أن نأخذ كل ما أوردوه ببساطة!!«طبعا كان حديثه يشمل الكتب الصحاح والمسانيد المعتبرة و ما هو عندهم فيالمرتبة الأولى».

فقلت له: ليس هذا هو الأسلوب في التحقيق،حيث يعتقد إنسان ما بمذهب معين، لأنّآباءه كانوا عليه و ورثه عن سلفه، فما وجدهمن حديث ينسجم و مذهبه قال: إنّه صحيح، و مالم ينسجم حكم عليه بعدم الصحة، لأنّ السلفالصالح كان حسن الظن، حتى لو كان الحديثمعتبرا.

فما أحسن أن نختار أسلوبا آخر للتحقيق بدلذلك، و هو أن نتجرّد من عقيدتنا الموروثةثمّ ننتخب الأحاديث الصحيحة دون تعصب.

و نسأل الآن: لماذا سكتوا عن الأحاديثالشهيرة التي تذكر فضل علي و علو مقامه، بلنسوها و ربّما طعنوا فيها، فكأن مثل هذهالأحاديث لا وجود لها أصلا؟

و مع الالتفات إلى ما ذكرناه آنفا، ننقلكلاما لصاحب تفسير «المنار» المعروف، إذأهمل شأن نزول الآيات محل البحث المذكورآنفا، و نقل رواية لا تنطبق و محتوى الآياتأصلا، و ينبغي أن نعدّها حديثا مخالفاللقرآن، فقال عنها:

إنّها معتبرة!