امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 58
نمايش فراداده

ففي الآية الأولى و الثّانية وصفالواقفون على الأعراف بأنّهم يتمنون أنيدخلوا الجنّة، و لكنّ ثمّة موانع تحولدون ذلك، و عند ما ينظرون إلى أهل الجنّةيحيونهم و يسلمون عليهم و يودون لو يكونونمعهم، و لكنّهم لا يستطيعون فعلا أنيكونوا معهم، و عند ما ينظرون إلى أهلالنّار يستوحشون ممّا آلوا إليه منالمصير، و يتعوذون بأنّه من ذلك المصير، ومن أن يكونوا منهم.

و لكن يستفاد من الآية الثّالثة والرّابعة بأنّهم أفراد ذوو نفوذ و قدرة،يوبخون أهل النّار و يعاتبونهم، و يساعدونالضعفاء في الأعراف على العبور إلى منزلالسعادة.

و قد قسمت الرّوايات الواردة في هذاالمجال أهل الأعراف الى هذين الفريقينالمختلفين أيضا.

ففي بعض الأحاديث الواردة عن أئمّة أهلالبيت عليهم السلام نقرأ: «نحن الأعراف»«1» أو عبارة: «آل محمّد هم الأعراف» «2»

و ما شابه هذه التعابير.

و نقرأ في طائفة أخرى عبارة:

«هم أكرم الخلق على اللّه تبارك و تعالى»«3»

أو «هم الشهداء على الناس و النّبيونشهداؤهم» «4»

و روايات أخرى تحكي أنّهم الأنبياء والأئمّة و الصلحاء و الأولياء.

و لكن طائفة أخرى مثلما

ورد عن الإمام الصادق عليه السلام تقول:«هم قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم، فإنأدخلهم النّار فبذنوبهم، و إن أدخلهمالجنّة فبرحمته». «5»

و ثمّة روايات متعددة أخرى في تفاسير أهلالسنة قد رويت عن «حذيفة» و

(1) تفسير البرهان، المجلد الثاني،

(2) المصدر السابق.

(3) المصدر السابق.

(4) نور الثقلين، المجلد الثّاني،

(5) تفسير البرهان، المجلد الثّاني،