وَ نادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًايَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ماأَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ، وَ ماكُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ.و مرّة أخرى يقولون موبخين و معاتبين، وهم يشيرون إلى جمع من ضعفاء المؤمنينالمستقرين فوق الأعراف: أَ هؤُلاءِالَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُاللَّهُ بِرَحْمَةٍ.و في المآل تشمل الرحمة الإلهية هذهالطائفة من ضعفاء المؤمنين، و يقال لهمادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌعَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ.من كل ما قلنا اتضح أنّ المراد من ضعفاءالمؤمنين هم الذين آمنوا و عملواالصالحات، و لكنّهم بسبب تورطهم في بعضالذنوب كانوا موضع ازدراء من قبل أعداءالحق في الدنيا، و كانوا يركزون على هؤلاءو يقولون: كيف يمكن لمثل هؤلاء أن تشملهمالرحمة الإلهية؟ و كيف يمكن لمثل هؤلاء أنيسعدوا؟ و لكن روح الإيمان و الحسنات التيكانت عندهم فعلت فعلتها- في المآل- و في ظلّاللطف الرّباني و الرحمة الإلهية، فسعدواو دخلوا الجنّة.