امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 11
نمايش فراداده

التي وضعت في طريق انتشار الإسلام.

و هكذا فإنّ دين الحق سيستوعب كل مكان، ولا يحول بينه و بين تقدمه شي‏ء أبدا، لأنّالحركات المضادة للإسلام حركات مخالفةلسير التأريخ و سنن الخلق.

بحوث‏

1- المراد «الهدى و دين الحقّ»

هذا التعبير الوارد في الآية محل البحث:أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‏ وَ دِينِالْحَقِّ بمثابة الدليل على انتصارالإسلام و ظهوره على جميع الأديان، لأنّهلمّا كان محتوى دعوة النّبي الهداية، والعقل يدل على ذلك في كل موطن، و لما كانتأصوله و فروعه موافقة للحق، و مع الحق، وتسير في مسير الحق، و لأجل الحق.

فهذا الدين سينتصر على جميع الأديان طبعا.

و قد جاء عن أحد علماء الهند أنّه سبر فكرهفي مطالعة مختلف الأديان فترة من الزمن، وانتهى أمره إلى اختيار الدين الإسلامي منبين جميع أديان العالم، ثمّ نشر كتابابالإنجليزية اسمه «لم أسلمت؟» و بيّن فيهمزايا الدين الإسلامي على غيره منالأديان.

و من أهم المسائل التي أثارت انتباهه- كمايقول- أنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي لهتأريخ ثابت محفوظ و يتعجّب كيف اختارتأوربا لها دينا ترى إنّ من جاء به أجلّ منالإنسان و تعدّه ربّها، مع أن هذا الدينليس له تاريخ دقيق. «1»

إنّ مطالعة آراء الذين اعتنقوا الإسلامدينا جديدا و عزفوا عن دينهم السابق، تكشفأنّهم كانوا في منتهى البساطة و الغفلة والتضليل، بينما دلتّهم أصول الإسلام‏

1- المنار، ج 10، ص 389.