التي وضعت في طريق انتشار الإسلام.
و هكذا فإنّ دين الحق سيستوعب كل مكان، ولا يحول بينه و بين تقدمه شيء أبدا، لأنّالحركات المضادة للإسلام حركات مخالفةلسير التأريخ و سنن الخلق.
هذا التعبير الوارد في الآية محل البحث:أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِالْحَقِّ بمثابة الدليل على انتصارالإسلام و ظهوره على جميع الأديان، لأنّهلمّا كان محتوى دعوة النّبي الهداية، والعقل يدل على ذلك في كل موطن، و لما كانتأصوله و فروعه موافقة للحق، و مع الحق، وتسير في مسير الحق، و لأجل الحق.
فهذا الدين سينتصر على جميع الأديان طبعا.
و قد جاء عن أحد علماء الهند أنّه سبر فكرهفي مطالعة مختلف الأديان فترة من الزمن، وانتهى أمره إلى اختيار الدين الإسلامي منبين جميع أديان العالم، ثمّ نشر كتابابالإنجليزية اسمه «لم أسلمت؟» و بيّن فيهمزايا الدين الإسلامي على غيره منالأديان.
و من أهم المسائل التي أثارت انتباهه- كمايقول- أنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي لهتأريخ ثابت محفوظ و يتعجّب كيف اختارتأوربا لها دينا ترى إنّ من جاء به أجلّ منالإنسان و تعدّه ربّها، مع أن هذا الدينليس له تاريخ دقيق. «1»
إنّ مطالعة آراء الذين اعتنقوا الإسلامدينا جديدا و عزفوا عن دينهم السابق، تكشفأنّهم كانوا في منتهى البساطة و الغفلة والتضليل، بينما دلتّهم أصول الإسلام
1- المنار، ج 10، ص 389.