امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 103
نمايش فراداده

الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يملكاستقلالية العمل في مقابل اللّه، بل إنغضبه و رضاه و كل أعماله تنتهي إلى اللّه،فكل شي‏ء من أجل اللّه و في سبيله.

روي أنّ رجلا في زمن النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم قال ضمن كلامه: من أطاعاللّه و رسوله فقد فاز، و من عصاهما فقدغوى. فلما سمع النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم كلامه غضب- حيث أن الرجل ذكر اللّه ورسوله بضمير التثنية فكأنّه جعل اللّه ورسوله في درجة واحدة- و قال: «بئس الخطيبأنت، هلا قلت: و من عصى اللّه و رسوله» «1»؟!

و في الآية الثّانية نرى أنّ القرآن يهددالمنافقين تهديدا شديدا، فقال: أَ لَمْيَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِاللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَجَهَنَّمَ خالِداً فِيها و من أجل أنيؤكّد ذلك أضاف تعالى ذلِكَ الْخِزْيُالْعَظِيمُ.

(يحادد) مأخوذ من (المحادّة) و أصلها (حدّ)،و معناها نهاية الشي‏ء و طرفه، و لما كانالأعداء و المخالفون يقفون في الطرف الآخرالمقابل، لذا فإن مادة (المحادّة) قد وردتبمعنى العداوة أيضا، كما نستعمل كلمة (طرف)في حياتنا اليومية و نريد منها المخالفة والعداوة.

(1) تفسير أبي الفتوح الرازي، ذيل الآية.