امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 18
نمايش فراداده

و عدّها واهية لا أساس لها، و أنّها عاريةمن الصحة، إذ قال: لا مهديّ إلّا عيسى،إلّا أنّ علماء الإسلام و رجاله ردّوا علىمقالته، و خاصّة أبو العباس بن عبد المؤمنفي كتابه «الوهم المكنون في الردّ على ابنخلدون» الذي خصّص في كتابه بحثا مسهبا فيهذا الشأن، و قد نشر الكتاب منذ أكثر منثلاثين سنة.

و يقول حفاظ الأحاديث و العلماء الكباربصراحة، إن الأحاديث في المهدي تشتمل علىالصحيح و الحسن، و مجموعها متواتر، فبناءعلى ذلك فالاعتقاد بظهور المهدي واجب علىكل مسلم، و يعدّ هذا من عقائد أهل السنة والجماعة و لا ينكرها إلّا الجهلة أوالمبتدعون ... إلخ.

مدير إدارة مجمع الفقه الإسلامي محمّدالمنتصر الكنائي‏

الانتظار و آثاره البنّاءة:

كان الكلام في البحث السابق أن هذاالإعتقاد لم يكن ممّا طرا على التعاليمالإسلامية، بل هو من أكثر المباحث القطعيةالمأخوذة عن مؤسس دعائم الإسلام صلواتاللّه عليه، و يتفق على ذلك عموم الفرقالإسلامية، و الأحاديث في هذا الشأنمتواترة أيضا.

و الآن لنقف على آثار الانتظار فيالمجتمعات الإسلامية و ما هي عليه منأحوال، لنرى هل أن الإيمان بظهور الإمامالمهدي عليه السّلام يجعل الإنسان عارفافي الوهم و الخيال ثمّ ليستسلم لجميعالظروف، أو هو نوع من الدّعوة إلى النهوض وبناء الإنسان و المجتمع؟! هل يدعو إلىالتحرك، أم إلى الركود؟

هل يبعث في الإنسان روح المسؤولية، أم هومدعاة للفرار منها؟